نرحب بالكتاب الراغبين في الانضمام إلى مطر

ما معنى العود الأبدي عند نيتشه؟

جبران الشداني

المؤسس
طاقم الإدارة
شاهدت أفلاما كثيرة، و سمعت نقاشات متعددة، تستحضر مفهوم العود الأبدي لنيتشه، لتلبسها مرة بعدا دينيا و أخرى أبعاد غريبة عن فلسفة صاحبه.
أعترف أن بعض هذا التوظيف السيء ، لا يعود دائما لمحدودية الثقافة الفسلفية للمستخدمين، و إنما أيضا لعاملين أساسين متصلين بالمفهوم نفسه:
- الطابع اللانسقي/ الشذري لفسلفة نيتشه، و الذي يجعلها عصية على الاختزال و الإحاطة من قبل العديد من القراء.
- إغراء المفهوم و سحره، لتقاطعه مع أفكار دينية مختلفة، و إن كان المفهوم، كما أظن على الأقل، لا يحيل لأي بعد ديني.
ماذا يعني العود الأبدي إذن؟ و لماذا لا تشبه الفكرة ما يتردد على ألسنة الكثيرين؟

@محمد اليعقابي @حسن الولهازي
 

محمد اليعقابي

مشرف فكر و نقد
طاقم الإدارة
مفهوم العود الأبدي عند نيتشه لا يمكن فهمه بمعزل عن فلسفته بصفة عامة. يمكن تشبيه العود الأبدي عند نيتشه بعجلة دورانها يخلق قوة طاردة تقصي كل ما هو سلبي، ولا تترك إلا ما هو إيجابي (سلبي وإيجابي ليس بالمعنى الأخلاقي بل حسب ما تريده الإرادة المستقلة حتى ولو كان منافيا للأخلاق السائدة). والعود الأبدي عند نينتشه لا علاقة له بتناسخ الأرواح مثلا. الكل لا يعود في العود الأبدي، ولا المتماثل. العود الأبدي يعني جعل الحياة كما هي قيمة عليا، وحبها كما هي. (في هذه الفكرة دعوة لقبول حتى ما هو مؤلم في الحياة، مثل سيزيف الذي يجد متعة في العقاب الذي حل به والذي حكم عليه بدحرجة الصخرة إلى أعالي الجبل ). نتشه يجمل (يجعلها جميلة) الحياة كما هي لكن بشكل إرادي وليس مازوخي. نتشه يرفض الأخلاق التي تطرح قيما متعالية عن الحياة. ولهذا يرفض الفلسفة التي ظهرت مع سقراط، وهي الميتافيزيقا التي وضعت الأخلاق والحقيقة في عالم مفارق للحياة المعيشة. عالم مفارق تتساوق فيه الحقيقة العلمية بالقيمة الأخلاقية. وهذه الأخلاق أخلاق عدمية لأنها منافية للحياة.
يبقى أن هذا المفهوم غامض.
 

لوحة مختارة

 لوحة مقترحة
أعلى