نرحب بالكتاب الراغبين في الانضمام إلى مطر

غارق في الظلام

فوق التلة المطلة على قرية الحياة يقع قصر فاخر، يعيش فيه رجل في غاية الثراء. خرج الى العالم في رحلة البحث عن معنى الحياة، حاملا بيده لوحة زيتية غالية الثمن ويرتدي نظارة سوداء. دخل الى دكان صغير يقع على أطراف القرية لشراء قداحة.

وفي هذه الأثناء دخلت فتاة شابة قروية غير متعلمة، يتدفق من محياها سيماء التعب وفي راحتيها تتجلى آثار الشقاء. انزلقت نظراتها على اللوحة الزيتية في يد الرجل، اغرورقت عينا الفتاة بالدموع، حيث أضاء في نفسها فيض من العذوبة. سألتْ الرجل الغني عن ماهية اللوحة:

أجابها :

- لا تكترثي فليس هناك ما يثير الاهتمام…

إجابة الرجل قد ألقت بظلال الغضب على وجه الفتاة القروية.

قالت بصوت شجي :

- لِمَ تسخر مني. هل لأنني فتاة فقيرة ؟.

قال لها متجاهلا نظراتها المتوسلة:

- صدقيني لاشيء مهم في هذه اللوحة سوى انها تضم في ثناياها السماء، القرية، الطريق، النهر، الجبال، الوديان، الشمس، البيوت، الأشجار، الطيور، والبشر.

انفجرت الفتاة بالبكاء وغادرت المكان بسرعة، بعد ان استولى عليها الحزن، عندما احست بان الرجل يهوي في الفراغ وانه غارق في الظلام.
 
التعديل الأخير:

نقوس المهدي

مشرف
طاقم الإدارة
اخي وصديقي كفاح الزهاوي
قرأت اقصوصتك .. وقد شدتني ، بمحتواها الذي يعكس تناقض المفاهيم لدى البشر .. وهنا نتعرض لفكرة قيمة الجمال في الفن . والفن من اجل الفن .. ولعلك تتفق معي في هيمنة هذه القضية خلال النصف الاول من القرن العشرين والتي شغلت النقد الادبي والفكري ، و ناقشها الادباء بجدية اذكر منهم توفيق الحكيم وطه حسين والعقاد واسالت الكثير من الحبر على صفحات مجلات ودوريات ذلك الزمان .. كل ينتصر لرأيه وذائقته الادبية والفنية ..
نحن هنا ازاء شخص غني يشيل لوحة حتى لا نقول يحملها .. وفتاة قروية بائسة تقرأ معنى تلك اللوحة وتتاثر بها .. وهي تفسر الموقف السلبي والدوني لبعض من الحياة والاشياء ، واخرين يرونها من جانب اخر مخالف يفيض حيوية ونقاء
، وفي الفرنسية هناك مثل يقول ( اللباس لا يصنع الراهب)

تحياتي اخي كفاح واتمنى ان اكون وفقت في قراءة النص
 
شكرا اخي نقوس المهدي على مداخلتك الرائعة جداجداجدا. نعم هذا هو التناقض بين من يعيشها ويتغلغل في احشائها وويستوطن هناك ومن يقضي وقته في الفراغ ويعتبرها لهواً . لقد اعطيت للقصة نكهة خاصة بتعليقك الجميل. لك مني فائق الاحترام
 
التعديل الأخير:
أخي كفاح،
أعجبتني هذه المفارقة:
"- صدقيني لاشيء مهم في هذه اللوحة سوى انها تضم في ثناياها السماء، القرية، الطريق، النهر، الجبال، الوديان، الشمس، البيوت، الأشجار، الطيور، والبشر"
اللوحة غنية بالجمال لكن وقعها في عند المتلقي يختلف من شخص إلى آخر. ذكرني هذا بالمثل الانجليزي:
"انما الجمال في عين المتلقي"
شكراً أخي كفاح على هذه الحكاية المعبرة.
دمت في خير أخي.
 
شكرا جزيلا اخي ياسين الخرساني على كلماتك الجميلة وقراءتك للنص. نعم الفكرة تطرح والمتلقي يترجمها وفق الحالة التي يعيشها. هناك من لا يدرك معالم الاشياء بالرغم انهم يقتنونها وقريب جدا اليهم. يبحث عن جمال الطبيعة في السويسرة والنمسا، بينما غافل عن تلك الطبيعة الخلابة والانهار والبحار في وطنهم. ببساطة انه لا يدرك معنى الحياة. تحياتي ومودتي
 

لوحة مختارة

 لوحة مقترحة
أعلى