نجيب المغترب
كاتب
في منتصف النهار، يجلس في سريره بهدوء، واضعًا أمامه كتاب الرياضيات. يفتح الكتاب عند صفحة مليئة بالمعادلات الرياضية، منغمسًا في حل مسائل التفاضل والتكامل. الغرفة فسيحة وصامتة تمامًا، والهدوء يعم المنزل. على الجانب الآخر من الغرفة، ستائر مفتوحة تكشف نافذة طويلة تمتد من جدار إلى آخر، حيث أشعة الشمس تتسلل بلطف داخل الغرفة مضفية عليها نور النهار. خلف النافذة، يُسمع صدى أصوات الحركة في الشارع.
مرَّت ساعتان وهو ما زال على نفس الحال، جالسًا على السرير. بدأت قدماه تتشنجان من طول البقاء في هذا الوضع. يحاول تحريكهما ولكنه يشعر ببعض الصعوبة. يغير وضعية جلوسه قليلاً ثم يعود متأملًا في كتاب الرياضيات مجددًا. فجأة، تدخل والدته إلى الغرفة، تراقبه وهو غارق بتفكيره بين صفحات الكتاب المدرسي. تسأله بنبرة ملؤها العطف: "ألا تخرج إلى الشارع لتلعب مع الاولاد ؟" ينظر إليها بهدوء ويجيب: "لا، أنا مرتاح هنا".
مرَّت ساعتان وهو ما زال على نفس الحال، جالسًا على السرير. بدأت قدماه تتشنجان من طول البقاء في هذا الوضع. يحاول تحريكهما ولكنه يشعر ببعض الصعوبة. يغير وضعية جلوسه قليلاً ثم يعود متأملًا في كتاب الرياضيات مجددًا. فجأة، تدخل والدته إلى الغرفة، تراقبه وهو غارق بتفكيره بين صفحات الكتاب المدرسي. تسأله بنبرة ملؤها العطف: "ألا تخرج إلى الشارع لتلعب مع الاولاد ؟" ينظر إليها بهدوء ويجيب: "لا، أنا مرتاح هنا".