حسن الولهازي
كاتب
"هذا الشيء خلق نفسه"الحكم الأسخف الذي يمكن أن تسمعه.
هذه الجملة "هذا الشيء خلق نفسه". هي جملة استفزازية بأتمّ معنى الكلمة. هل انتفى دور العقل في حياتنا حتّى يقع ترديد هذه الجملة بكلّ بساطة، بلا تحفّظ أو شكّ أو تفكير؟ لو كان العقل إمامنا بحقّ لأتهم قائلها بالتخلّف الذهني.
إذا كان هذا الشيء قد خلق نفسه فهذا يعني أنّه كان موجودا. ولكن إذا كان موجودا فما حاجته لخلق نفسه وقد وُجِد بعدُ.
إذا كان غير موجود فمن المفروض أن يوجد بغيره لأنّ الموجود هو الذي يُوجِدُ. ولا يمكن أن ننتظر من العدم شيئا.
ثمّ على افتراض أنّ هذا الشيء خلق نفسه، فما هو الفرق بين وضعية هذا الخالق قبل أن يخلق نفسه ووضعيته بعد أن خلق نفسه؟ هل هو نفسه؟ ولماذا يخلق نفسه إذا كان هو نفسه؟
لاحظوا كيف يجرّنا هذا الحكم إلى متاهات لا طائل منها. أيّ خلط هذا؟ وأي عبث فكري؟ هذا التفكير بعيد عن المنطق تماما. والغريب في الأمر أنّنا نردّد هذه الجملة وكأنّها جملة سليمة حائزة على معقولية.
هذه الجملة "هذا الشيء خلق نفسه". هي جملة استفزازية بأتمّ معنى الكلمة. هل انتفى دور العقل في حياتنا حتّى يقع ترديد هذه الجملة بكلّ بساطة، بلا تحفّظ أو شكّ أو تفكير؟ لو كان العقل إمامنا بحقّ لأتهم قائلها بالتخلّف الذهني.
إذا كان هذا الشيء قد خلق نفسه فهذا يعني أنّه كان موجودا. ولكن إذا كان موجودا فما حاجته لخلق نفسه وقد وُجِد بعدُ.
إذا كان غير موجود فمن المفروض أن يوجد بغيره لأنّ الموجود هو الذي يُوجِدُ. ولا يمكن أن ننتظر من العدم شيئا.
ثمّ على افتراض أنّ هذا الشيء خلق نفسه، فما هو الفرق بين وضعية هذا الخالق قبل أن يخلق نفسه ووضعيته بعد أن خلق نفسه؟ هل هو نفسه؟ ولماذا يخلق نفسه إذا كان هو نفسه؟
لاحظوا كيف يجرّنا هذا الحكم إلى متاهات لا طائل منها. أيّ خلط هذا؟ وأي عبث فكري؟ هذا التفكير بعيد عن المنطق تماما. والغريب في الأمر أنّنا نردّد هذه الجملة وكأنّها جملة سليمة حائزة على معقولية.